تغيير صفات وطباع الشريك في الحياة الزوجية
إننا حين نتكلم عن التغيير يجب أن نعرف تماما ما هو معنى هذه الكلمة في مجال موضوعنا وهو تغير كل طرف في العلاقة الزوجية للآخر.
التغيير هنا يعني تبديل أشياء وصفات وعادات وتقاليد وموروثات وأفكار وقناعات ومسلمات في الحياة والدين والطبيعة نشأ عليها كل من الزوج و الزوجة قبل الزواج منذ الولادة وحتى يوم الإرتباط بالآخر.
ولنطرح سؤالاً هنا .. هل هذا التغيير جائزاً؟؟؟؟
هل يمكن لأي شخص في العالم أن يغير شخصاً آخر؟ وإن أمكن هذا فإلى أي حد تكن تلك الإمكانية وفيم يكون التغيير وكيف نصل إلى هذا التغيير وبأي طريقة ولأي أسباب نسعى لأن نغير الآخر؟؟؟؟؟؟؟؟؟
كل تلك الأسئلة سأطرح عليكم إجاباتها من خلال وجهة نظر شخصية وتجربة خاصة..
عندما يرتبط الرجل بامرأة ويعيشان معا تحت سقف واحد كما يقال... تبدأ حياتهما بالتغير وتبدأ طريقتهما بالعيش تختلف شيئا فشيئا حتى بدون أن يشعرا في البداية ولكن عندما تنتهي أيام العسل والمجاملات وعندما يظهر كل واحد منهما على حقيقته أي يبدأ بالتصرف على طبيعته دون تكلف أو تصنع ودون الخوف من الإحراج....
هنا يبدأ كل طرف بتحليل تصرفات الآخر والتفكير من جديد في كل خطوة وكلمة وإيماءة وحركة ...... في كل شيء وفي أدق التفاصيل تقريباً... ومن المتعارف عليه ومما لا شك فيه أن الرجل في مجتمعاتنا الشرقية غالباً ما يسعى هو لتغيير زوجته والسيطرة على كل أفعالها بحيث يصنع نسخة مخلوق جديد كما يرغب هو أن تكون عليه هذه النسخة!!!! أما المرأة ففي أغلب الأحيان لا تتعمد تغيير زوجها بشكل كبير إلا من بعض العادات الاجتماعية البسيطة التي سنذكرها لاحقاً..
وهنا نقف ونقول: هديء من روعك أيها الرجل...... هل تعي وتفهم الذي تريده من زوجتك؟؟ هل تعرف أن الذي تريده من تغيير صعب جدا بل يكاد يكون مستحيلاً في بعض الأحيان.....
نعم... عندما تريد أن تغير شخصا ما خاصة وإن كان أقرب الناس إليك ألا وهو زوجتك يجب أن تسأل نفسك أولا لماذا أريد أن أغيرها؟؟ ما الذي أريد أن أغيره فيها بالضبط؟ هل يجب أن أطلب هذا التغيير وأسعى له أم لا ؟؟
إن كنت تريد تغيير طباع زوجتك فهناك طباع بالبشر لا تتغير وإلا لما إذا أطلقوا عليها اسم طباع!!!!!! وهناك صفات يحملها الشخص هي صفاته التي لا يمكن أن يكون هو فلان الفلاني بلا تلك الصفات..... إذا إن كنت تريد نسخ نسخة أخرى منك فهذا محال لأنه مهما حاولت في هذا المجال فلن تفلح لأنك وزوجتك مهما جمعتكم صفاتا مشتركة وعادات وتقاليد متشابهة إلى حد بعيد ولغة وأهداف وغايات وأمنيات وبعض الطباع فلا بد أن تعرف أنكما شخصين مختلفين لكل منكما عقل مختلف عن الآخر والله جعل صفة الاختلاف هذه بين البشر وميزنا بها فعلى أي أساس إذا وجدت الأديان المختلفة واللغات المختلفة والعادات والتقاليد المختلفة باختلاف الشعوب ولم وجد المسلم واليهودي والمسيحي وغيرها من الديانات والمذاهب والطوائف... إنه الاختلاف الذي يجب ان نعترف به جميعاً...
من ناحية أخرى هناك أشياء يجب أن تتغير في الزوجين لكي يسهل التعايش بينهما ولكي يصلا معا إلى حل وسط في أغلب الخلافات التي تنشأ بينهما وفي أمور الحياة بشكل عام.. فمثلا ممكن أن يغير الزوج في زوجته بعض الأمور التي يتفق معها عليها في بداية حياتهما معا كأن يقول لها أريدك أن تفعلي كذا وكذا في حين يحصل كذا وكذا!!! أي أنه يعطيها بعض التعليمات لتصرفات معينة يريدها أن تقوم بها في مواقف معينة هو يعرفها ويفضل أن تتصرف زوجته بشكل معين فيها وهذا شيء لا عيب فيه وهو بالتأكيد لغاية في نفس الزوج ممكن أن تتفهمها الزوجة... وأيضا ممكن أن يغير فيها طريقة الكلام واللباس والتعامل مع الناس والمجاملات وهذا كله يتم بأسلوب لطيف وإعطاء ملاحظات من وقت لآخر بطريقة طريفة ومرحة بحيث لا تشعر الزوجة بأنك تفرض عليها شخصيتك فقط لأنك أنت الرجل ويجب أن تكون كلمتك هي السيف وهي التي تمشي على الجميع.... فأنت بالكلمة الطيبة والرقة في التعامل والحنان واستيعاب زوجتك تستطيع أن تمتلكها وتشكلها كيفما تشاء أما بالعناد والتعالي والصوت المرتفع الذي يصل للجيران في أغلب الأحيان.... حيث إن المرأة حين تجد كل تلك الأمور تصبح لطيفة ومطيعة إلى أبعد الحدود وتقدم تنازلات عديدة لكي تتخطى الأزمات والخلافات بأقل الخسائر وهي دائما تضحي بالكثير من الأمور في سبيل أن تسير سفينة العائلة بسلام.. أنا هنا لا أتحيز للمرأة ولكن وبكل صدق هذا ما يحدث في أغلب الأحيان باستثناء بعض الحالات القليلة التي تكون فيها المرأة متجبرة متسلطة تريد القوامة في كل شيء والسيطرة على الرجل وبصراحة( أنا لا أعرف أي نوع من النساء هؤلاء؟!!) فإن أجمل شيء في الوجود أن تنعمي سيدتي بكونك امرأة لطيفة ضعيفة !!! تحتمين بالرجل وهذا هو أروع شعور فضعفك عزيزتي هو سلاح قوتك وآه لو تفهم المرأة أن ضعفها هو أحلى ما فيها وهو ما يشد الرجل إليها بغض النظر عن بعض الرجال الذين يصرحون بأنهم يحبون المرأة القوية المتسلطة فهذا كله هراء لأن هؤلاء الرجال يسعون وراء التحدي فقط وإرضاء أنفسهم بحيث يركضون وراء هذه المرأة القوية حتى يطيحون بها وما إن يتزوج الرجل بتلك المرأة حتى يبدأ بمحاولات التغيير المريرة التي لا تنفع أبدا مع مثل هذا النوع من النساء!!!!!!!
وإن أردنا التفصيل في هذا الموضوع فنقول:
الرجل حين يريد تغيير زوجته فهو يريد أن يصنع إنسانا مماثلا له بكل شيء حتى في طريقة التفكير من وجهة نظره وذلك للأسباب التالية:
1- ليكون هو المسيطر والمهيمن على الحياة الزوجية فهو الرجل!!.
2- ليفرض شخصيته على الزوجة فهو رجل البيت وربان السفينة.
3- ليحافظ على شكل معين يرسمه لنفسه ولعائلته أمام اجتماعيا.
4- ليحافظ على زوجته من أن ينتقدها الآخرون في بعض التصرفات.
5- حباً في زوجته فيريد أن يغيرها للأفضل دائماً من وجهة نظره.
6- حتى تكون نسخة منه فيريح نفسه من عناء النقاش والجدال والأسئلة.
7- لتكون الزوجة مسيرة حيث تخطو خطاه وتتبع أوامره بدون أن تشعر حتى بذلك.
8- لتفادي المشاكل والمناوشات والمشاحنات اليومية.
9- لأنه يرى أن الرجل هو الأقدر عموماً على رؤية ما هو صحيح وسليم.
10- لأنه يرى أن الزوجة لا بد أن تكون تابعة دائما ومطيعة بدون أن يكون لها رأي أو حتى وجهة نظر مسموعة.
إنني هنا أقول بأن الرجل لديه الحق أحيانا فهو يرى أحيانا ما لا تراه المرأة وذلك حسب خبرته في الحياة وتجاربه وكثرة اختلاطه بأنواع مختلفة من البشر ولكل هذا أرى أن للرجل الحق في أن يفرض رأية ويحاول أن يغير بعض الأمور في زوجته ولكن بالمعقول وبالطريقة السوية السليمة التي ذكرتها سابقاً.
المرأة حين تريد تغيير زوجها فهي تقوم بما هو لازم من وجهة نظرها للأسباب التالية:
1- لأنها المرأة التي يحبها الرجل فيجب أن يتغير هو من أجلها وليست هي.
2- لأنها سيدة المنزل والأدرة بالأمور الاجتماعية فلا بد أن يتغير هو.
3- لأنها تريده ان يظهر بشكل معين ترسمه لنفسها ولعائلتها أمام الناس اجتماعياً.
4- لأنها تحبه وتريده أن يصبح أحسن الناس من وجهة نظرها!!.
5- لأنها متسلطة وتحب أن يتبعها الرجل فترضي غرورها في بعض الحالات.
6- لأنها تريد أن تجعله أكثر قربا منها وطمعا في طيبته إلى أبعد الحدود.
7- إرضاء للمشاعر الغريبة التي تعتري المرأة فهي مخلوق مليء بالمتضادات والمتناقضات.
8- لأن الرجل لا بد أن يستمع لزوجته وينفذ فهو المحتاج له بحسب غرائزه وهذا أكبر خطأ تقع فيه كل النساء محدودات التفكير!!!!
9- لأنها تريد أن يكون لها كياناً وشأنا أمام الجميع.
10- لأنها ترفض التبعية وتحب أن تتساوى مع الرجل في كل شيء.
إنني هنا أقول أن المرأة تخطيء خطأً فادحا عندما تريد تغيير زوجها فقط للتغيير ولكي تجره وراءها إثباتا لحاجته لها فالضعفاء من الرجال فقط هم الذين يرضخون لمثل هؤلاء النساء وبصراحة أقولها وأنا امرأة لا توجد امرأة قوية بل هناك رجل ضعيف يجعل المرأة تتفوق عليه بقوتها والمرأة يجب أن تعلم أن الرجل حين يتغير فهو يكن لها كل الحب والتقدير ويضحي من أجلها كثيرا وأنا أذكر هنا أنني أتكلم عن التغيير في الأمور والأشياء التي تجعل الحياة تسير بشكل أسهل وتسهل أمور الحياة الزوجية من عادات بسيطة وصفات قد يسهل التخلص منها وأشياء أخرى يستطيع المرء ان يحاول تغييرها من أجل الآخر ولكي تسير عجلة الحياة إلى الأمام....
وقد يواجه الزوجين صداما كبيرا في الدين والمعتقدات والأشياء الراسخة منذ الصغر وهنا أحذر الزوجين من محاولات التغيير فستصبح الأمور اكثر صعوبة وقساوة وسوف ينشأ نوع من النفور في العلاقة في حال أصبح هناك خلاف كبير على الدين أو العقيدة أو ما شابه ذلك من الأمور الكبيرة التي تشكل أساسا في حياتنا...
هنا يجب أن تترك الأمور كما هي ولا نلجأ للعب بالنار أبداً..........
كما وأني أحب كافة أشكال التغيير التي تندرج تحت تغيير العادات مثل الاستيقاظ من النوم – أخذ حمام مرة أو مرتين في اليوم – النظافة العامة بكل أشكالها – الملابس وطريقة ارتداء ما يحلو للطرفين – التصرفات الاجتماعية أمام الناس – المجاملات والتصرفات الرسمية وتحديد العلاقات مع الناس بحسب رغبة الطرفين – التعامل مع أفراد العائلة من قبل الطرفين – ترتيب الحياة والمواعيد وساعات الراحة والخروج والترويح عن النفس.............الخ.
فهناك أمور قد لا يحبذها الرجل وتحبذها المرأة وبالعكس في كل مجالات الحياة ويجب على الطرفين أن يفهم كل منهما الآخر ويحاول ان يصل إلى مبتغاه ويستوعب أفكاره ويحاول أن يتنازل قليلا بما يكفي لكي تسير الأمور كما يجب أن تسير. وبهذه الطريقة لن يخسر أي منهما شيئا ولن يشعرا بجرح في الشعور أو مساس بالكرامة أو ما شابه ذلك بل على العكس الحب والتفاهم والرضا والقناعة سيسهلان كل الصعاب.
_________________